البيئة مفهومها ، مكوناتها ، والمشاكل
التي تعاني منها
تعد
مشكلة البيئة من أخطر المشاكل التي تواجه الحياة البشرية ، ولا شك ان لتطور
التكنولوجي سلبيات كما له ايجابيات ، لانه قد أحدث الى جانب الخدمات التي يقدمها
للانسانية أضرار لمحيطه بسبب الغازات التي يتم انبعاثها في الجو ، والنفايات التي
يتم القاءها في الانهار والبحار ... وكل ﻫﺫا سبب في اضطراب المناخ وﻜﺫا السلاسل
الغذائية ...من هنا نتساءل عن مفهوم البيئة ؟ وماهي مكوناتها ؟ وماهي المشاكل التي
تعاني منها ؟.
مفهوم البيئة :
البيئة لفظة شائعة الاستخدام
يرتبط مدلولها بنمط العلاقة بينها وبين مستخدمها فنقول : البيئة الزرعية، والبيئة
الصناعية، والبيئة الصحية، والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية، والسياسية ويعني
ذلك علاقة النشاطات البشرية المتعلقة بهذه المجالات.
وقد
ترجمت كلمة Ecology إلى اللغة العربية بعبارة "علم البيئة " التي
وضعها العالم الألماني ارنست هيجل Ernest Haeckel عام 1866م بعد دمج كلمتين يونانيتين
هماOikes ومعناها مسكن، و Logos ومعناها علم وعرفها بأنها: العلم الذي
يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه ويهتم هذا العلم بالكائنات الحية
وتغذيتها، وطرق معيشتها وتواجدها في مجتمعات أو تجمعات سكنية أو شعوب، كما يتضمن
أيضاَ دراسة العوامل غير الحية مثل خصائص المناخ (الحرارة، الرطوبة، الإشعاعات،
غازات المياه والهواء) والخصائص الفيزيائية والكيميائية للأرض والماء والهواء .
ويتفق
العلماء في الوقت الحاضر على أن مفهوم البيئة يشمل جميع الظروف والعوامل الخارجية
التي تعيش فيها الكائنات الحية وتؤثر في العمليات التي تقوم بها . فالبيئة بالنسبة
للإنسان الإطار الذي يعيش فيه والذي يحتوي على التربة والماء والهواء وما يتضمنه
كل عنصر من هذه العناصر الثلاثة من مكونات جمادية ، وكائنات تنبض بالحياة . وما
يسود هذا الإطار من مظاهر شتى من طقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية و
مغناطيسية...الخ ومن علاقات متبادلة بين هذه العناصر.
مكونات البيئة :
قسم بعض الباحثين البيئة إلى
قسمين رئيسين هما :
1-البيئة
الطبيعية : وهي عبارة عن المظاهر التي لا دخل للإنسان
في وجودها أو استخدامها ومن مظاهرها : الصحراء، البحار، المناخ، التضاريس، والماء
السطحي، والجوفي والحياة النباتية والحيوانية. والبيئة الطبيعية ذات تأثير مباشر
أو غير مباشر في حياة أية جماعة حية Population من نبات أو
حيوان أو إنسان.
-البيئة الوضعية : وتتكون من
البنية الأساسية المادية التي شيدها الإنسان ومن النظم الاجتماعية والمؤسسات التي
أقامها، ومن ثم يمكن النظر إلى البيئة الوضعية من خلال الطريقة التي نظمت بها
المجتمعات حياتها، والتي غيرت البيئة الطبيعية لخدمة الحاجات البشرية، وتشمل
البيئة الوضعية استعمالات الأراضي للزراعة والمناطق السكنية والتنقيب فيها عن
الثروات الطبيعية وكذلك المناطق الصناعية والمراكز التجارية والمدارس والمعاهد
والطرق...الخ .
وحسب توصيات مؤتمر ستوكهولم
لسنة 1972م يمكن تقسيم البيئة ، إلى ثلاثة عناصر هي :
ـ
البيئة الطبيعية : وتتكون من أربعة نظم مترابطة وهي :
الغلاف الجوي، الغلاف المائي، اليابسة، المحيط الجوي، بما تشمله هذه الأنظمة من
ماء وهواء وتربة ومعادن، ومصادر للطاقة بالإضافة إلى النباتات والحيوانات، وهذه
جميعها تمثل الموارد التي اتاحها الله سبحانه وتعالى للإنسان كي يحصل منها على
مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى.
ـ
البيئة البيولوجية : وتشمل الإنسان "الفرد"
وأسرته ومجتمعه، وكذلك الكائنات الحية في المحيط الحيوي وتعد البيئة البيولوجية
جزءاً من البيئة الطبيعية .
ـ
البيئة الاجتماعية : ويقصد بالبيئة الاجتماعية ذلك
الإطار من العلاقات الذي يحدد ماهية علاقة حياة الإنسان مع غيره، وذلك الإطار من
العلاقات هو الأساس في تنظيم أي جماعة من الجماعات سواء بين أفرادها بعضهم ببعض في
بيئة ما، أو بين جماعات متباينة أو متشابهة معاً أو بين حضارات في بيئات متباعدة،
وتؤلف أنماط تلك العلاقات ما يعرف بالنظم الاجتماعية ، حيث استحدث الإنسان خلال
رحلة حياته الطويلة بيئة حضارية لكي تساعده في حياته فعمّر الأرض واخترق الأجواء
لغزو الفضاء .
3ـ مشاكل البيئة :
أهم
المشاكل التي تعاني منها البيئة هي :
أ- التلوث:
فالتعريف البسيط للتلوث
هو التعريف الذي يرقى إلى ذهن أي فرد منا: "كون الشيء غير نظيفا" والذي
ينجم عنه بعد ذلك أضرار ومشاكل صحية للإنسان بل وللكائنات الحية، والعالم
بأكمله ولكن إذا نظرنا لمفهوم التلوث بشكل أكثر علمية ودقة: " فهو إحداث تغيير
في البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الإنسان وأنشطته اليومية مما يؤدي
إلي ظهور بعض الموارد التي لا تتلائم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي
ويؤدي إلي اختلاله" والإنسان هو الذي يتحكم بشكل أساسي في جعل هذه
الملوثات إما مورداًً نافعاًً أو تحويلها إلي موارد ضارةً ولنضرب مثلاًً
لذلك:
نجد أن الفضلات البيولوجية للحيوانات تشكل مورداًً نافعاً إذا تم استخدامها مخصبات للتربة الزراعية، اما إذا تم التخلص منها في مصارف المياه ستؤدي إلي انتشار الأمراض والأوبئة.
نجد أن الفضلات البيولوجية للحيوانات تشكل مورداًً نافعاً إذا تم استخدامها مخصبات للتربة الزراعية، اما إذا تم التخلص منها في مصارف المياه ستؤدي إلي انتشار الأمراض والأوبئة.
والإنسان هو السبب الرئيسي والأساسي في إحداث
عملية التلوث في البيئة وظهور جميع الملوثات بأنواعها المختلفة : تلوث
الهواء – تلوث المياه – التلوث السمعي (الضوضاء ) – التلوث البصري ، تلوث التربة ،
تلوث بالنفايات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق