الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

قواعد الصحه النفسية للطفل - اشكالية العلاقة بين الآباء والأبناء

فيما يلي بحث شامل بقواعد الصحة النفسية للطفل 
البحث ينقسم الى عدة مقالات يمكن مراجعتها من خلال المدونة الخاصة بنا
اشكالية العلاقة بين الآباء والأبناء :
من خلال الجلسات النفسية الفردية وجلسات العلاج النفسي الجمعى ينكشف الستار عن اضطراب العلاقة بين الأبناء والأباء , ويكون هذا الاضطراب من أهم العوامل المهيئة والمرسبة للاضطرابات النفسية لدى الطرفين , وفى  أغلب الحالات تضطرب هذه العلاقة دون قصد فالوالدين بدافع فطرى يريدان السعادة والنجاح لأبنائهما ولكنهما أحيانا يفقدان الطريق الصحيح عن غير قصد فيتورطان فى الافراط أو التفريط وتكون النتيجة فى الحالتين اضطرابا نفسيا فى الطفل الذى أحبانه ودفعا حياتهما ثمنا ليكون سعيدا . ومما يزيد الأمر صعوبة فى بيئتنا الشرقية أن اضطراب العلاقة بين الآباء والأبناء يظل تحت غطاء  ساتر طوال الوقت ولا ينكشف الا فى ظروف شديدة الخصوصية كالعلاج النفسى الفردى أوالجمعي أو العائلى , أما فى غير هذه الظروف فان الأبناء – غالبا – لايجرؤن على الاقتراب من هذه المنطقة الحساسة وهم فى حالة الوعى العادى , أما الأباء فان لديهم اعتقاد بأنهم قدموا أفضل ما عندم لأطفالهم ولكن تمرد الأطفال وعصيانهم للأوامر هو الذى جعلهم فى حالة اضطراب .
مفهوم الصحة النفسية :
تراكمت فى السنوات الأخيرة معلومات مفيدة حول أفضل الوسائل للوصول الى الصحة النفسية للطفل وعلاج الاضطرابات النفسية لديه , وقد حاولنا – بعون من الله – أن ننتقى من المعلومات المتوافرة ما يتمشى مع ثقافتنا ويساعدنا فى تربية أبنائنا وبناتنا بشكل صحيح .
ولا يعتقد أحد أن عملية التربية عملية سهلة , وانما هى دائما تحتاج الى جهد وتواجه مشكلات وصعوبات , ونحن هنا نحاول أن يكون الجهد المبذول على الطريق الصحيح .
ونحن لن ندخل فى عرض نظريات تربوية ترهق القارئ وربما لا يعنيه كثيرا وانما سنتكلم بشكل عملى من خلال الرسائل التى تصلنا كل يوم أثناء الجلسات النفسية العميقة سواء كانت فردية أو جماعية مع الأطفال والكبار .وفى هذا الصدد نواجه سؤالا بالغ الأهمية,ماهى الصحة النفسية ؟ وكيف يصبح الانسان صحيح نفسيا ؟

قد تكون الاجابة ببساطة هى أن الانسان الخالى من الأمراض النفسية هو الانسان الصحيح نفسيا , لكن هذا التعريف للصحة النفسية مختزل جدا , ولا يؤدى الغرض , لأن هناك بعض الأشخاص لا يعانون من أى مرض نفسى لكن أداؤهم فى الحياة أقل مما هو متوقع لأمالهم , فحركتهم فى الحياة وتكيفهم الاجتماعى وابداعاتهم أقل مما هو متوقع , فلا نستطيع أن نقول أن شخصا ما صحيح نفسيا لمجرد كونه خالى من الأمراض النفسية بالمعنى الاكلينيكى لها , اذا فهناك تعريف أكبر وأشمل وأوسع للصحة النفسية . واختصارا لجهود كثيرة , وصل العلماء الى أن الصحة النفسية هى مفهوم ايجابى متعدد المستويات يكون فيه الانسان صحيحا على المستوى الجسدى ثم على المستوى النفسى ثم على المستوى الاجتماعى , ثم على المستوى الروحى , اذا فهو مفهوم متعدد المستويات لابد أن يكون فى حالة توازن ما بين اشباع هذه المستويات وتنشيطها , فلو بالغ أحدهم فى اشباع الجانب الجسمانى على حساب الجانب النفسى أو على حساب الجانب الروحى , فبالتالى يكون قد أخل بالتوازن , ويصبح غير صحيح نفسيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق