الثلاثاء، 8 نوفمبر 2016

المهارات الاجتماعية - الانفعالية - للاطفال المعاقين

المهارات الاجتماعية / الانفعالية
          كثيرا ما تفرض الاعاقات قيودا خاصة على الاطفال قد يكون لها اثر كبير على تطور مهاراتهم الاجتماعية و الانفعالية و هي كذلك تقود الي ردود فعل و استجابات لدى الاخرين قد يصعب التمييز بين تاثيراتها و تاثيرات الاعاقة على النمو فالتخلف العقلي مثلا قد يمنع الطفل من التمتع بالقدرات الاجتماعية و الانفعالية التي يستطيع الاطفال العادية من نفس العمر الزمني اظهارها و ذلك قد يؤدي الي عزل الطفل المتخلف عقليا عن اترابه فهو قد يتعرض للازعاج و السخرية و الاصابات التي يكون من نتائجها في كثيبر من الاحيان شعور الطفل بالعجز و تدني مستوى مفهوم الذات من جهة و الميل الاي الانسحاب الاجتماعي او العدوانية من جهة اخرى و اضافة الي ذلك فالتخلف العقلي قد يحول دون قدرة الطفل عن التعبير عن حاجاته و رغباته و مشاعره و ذلك قد يكون له تاثير سلبي على علاقة الراشدين به بمن فيهم الوالدين.
          اما بالنسبة للاعاقة السمعية فهي كما هو معروف تضع قيودا كبيرة جدا على قدرة الطفل على التواصل مع الاخرين و تبين الدراسات العلمية ان ذلك غالبا ما يقود الي انخفاض مستوى النضج الاجتماعي و الاعتمادية و التمركز حول الات و اساءة فهم تصرفات الاخرين و تشير الدراسات ايضا الي ان نسبة كبيرة من الافراد المعوقين سمعيا يعانون من مستويات متفاوتة من عدم الاستقرار الانفعالي.
          و اما بالنسبة للنمو الاجتماعي الانفعالي للاطفال المعوقين بصريا فهو ايضا يتاثر بكل من فقدان البصر ذاته و اتجاهات الاخرين و ردود افعالهم فالطفل المعوق بصريا لا يستجيب كالاطفال الاخرين وهو قد لا يحاول استكشاف البيئة و بناء العلاقاتت مع الاشخاص من حوله الامر الذي قد يؤدي الي تجنب التفاعل معه او حته رفضه و قد توصلت عدة دراسات علمية الي ان مثل هذه الخيرات في الطفولة المبكرة قد تؤدي لاحقا الي الاضطراب الانفعالي و السلبية.
          وقد لا يكون الطفل المعوق جسميا افضل حالا من الناحية الاجتماعية و الانفعالية من الاطفال ذوي الاعاقات الاخرى فالاطفال المعوقون جسميا كثيرا ما يظهرون استجابات حركية غير ارادية او غير عادية لاسباب مختلفة و هم ايضا غير قادرين على التنقل و التحرك في البيئة كغيرهم من الاطفال مما يعني عدم توفر الفرص الكافية لهم لتعلم المهارات الاجتماعية المناسبة و ما من شك في ان العوامل البيئية المتمثلة بعدم القبول الاجتماعي و تدني التوقعات و الاتجاهات السلبية تؤدي الي الاضطراب في النمو الاجتماعي – الانفعالي.
          و بالنسبة للاطفال المضطربين سلوكيا و ذوي الصعوبات التعلمية فمن الواضح ان اضطراب النمور الاجتماعي الانفعالي بشكل احد اهم الخصائص لهذه الفئة من الاطفال فهم يسيئون التصرف في المواقف الاجتماعية و يشعرون بعدم الكفاية الشخصية و لا يستطيعون اقامة علاقات اجتماعية مع الاخرين و هم يميلون الي اظهار الاستجابات غير الاجتماعية و العدوانية و التخريبية وعدم الطاعة و ما الي ذلك.
          هذا و تصنف الاستجابات الاجتماعية – الانفعالية الي استجابات مناسبة او تكيفية و هي تلك الاستجابات التي تسهل التعفاعل الاجتماعي و التكيف الشخصي
          و ينبغي على برامج التدخل المبكر ان تولي اهتماما كبيرا بتطوير المهارات الاجتماعية و الانفعالي للاطفال المعوقين لاربعة اسباب رئيسية و هي :
1-  ان مظاهر العجز في السلوك الاجتماعي – الانفعالي تظهر لدى جميع فئات الاعاقة باشكال مختلفة و بنسب متفاوتة.
2-    ان العجز في المهارات الاجتماعية الانفعالية يتوقع له ان يزداد شدة دون تدخل علاجي فعال.
3-  ان عدم تمتع الطفل بالمهارات الاجتماعية – الانفعالية يؤثر سلبا على النمو المعرفي و اللغوي و غير ذلك من المهارات الضرورية
4-  ان اضطراب النمو الاجتماعي الانفعالي في مرحلة الطفولة يعمل بمثابة مؤشر غير مطمئن للنمو المستقبلي فهو غالبا ما يعني احتمالات حدوث مشكلات تكيمية في المراحل العمرية اللاحقة.
اساليب تعليم المهارات الاجتماعية – الانفعالية
          من المناسب الاشارة اولا الي ان طبيعة المهارات الاجتماعية غالبا ما تتطلب تدريب الطفل في مواقف اجتماعية فالتصرف السليم في المواقف الاجتماعية المختلفة  مثل اللعب بشكل مناسب مع الاطفال الاخري)  يصعب تعليمه في جلسات تدريب فردية و لذلك يجب ان تكون جزءا من جدول النشاطات اليومي للاطفال و بخاصة النشاطات الجماعية.
          و تبين الدراسات ان بالامكان زيادة مستويات التفاعل الاجتماعي بين الاطفال المعوقين الصغر في السن من خلالا تنظيم الابعاد البيئية المختلفة فمن المعروف مثلا ان خصائص الالعاب لها تاثيرات مباشرة على السلوك الاجتماعي فالالعاب التي يلعبها طفل واحد في الوقت الواحد ذات تاثير مختلف عن الالعاب التي تتطلب التفاعل بين طفلين او اكثر فاللعب  بالمعجون او اقلام التلوين او المكعبات  و هي جميعا العاب فدرية ) لا يشجع الاطفال على التفاعل الاجتماعي كاللعب بالدمى او الالعاب الرياضية و الترفيهية و على اي حال فان ما يحدد كون اللعبة اجتماعية ام لا هو عمر الاطفال.
          و تجدر الاشارة في هذا السياق الي اهمية مراعاة العمر نمائي للطفل عند اختيار الالعاب فقد يكون مفيدا للغاية ان يتم ملاحظة الطفل للتعرف على مستوى الاداء الاجتماعي الذي يظهره و من ثم اختيار النشاطات و الالعاب التي تناسب قدراته و تطورها كذلك يفضل جدولة النشاطات اليومية للاطفال بحيث يسمح بتوفير فترات زمنية حرة يقوم الاطفال فيها ذاتيا باختيار النشاطات ولا بد من الاشارة ايضا الي ان بحوثا علمية مستفيضة قي بينت فاعلية استخدام اسلوم النمذجة  التعلم بالمحاكاة ) لتدريب الاطفال المعوقين الصغار في السن على تادية المهارات الاجتماعية المناسبة.
          و في النمذجة كما هو معروف يشجع الطفل على ملاحظة اطفال اخرين يسلكون على نحو اجتماعي مرغوب فيه امامه او في فيلم الخ ولكن الملاحظة لوحدها لا تكفي لتعلم سلوك النموذج اذ لا بد من دعم الملاحظة و التفاعل مع النموذج بالتعزيز الايجابي و لعل هذا المبد من مبادئ التعلم الاجتماعي هو احد العموامل الرئيسية التي تبرر دمج الاطفال المعوقين مع الاطفال العاديين.
          و اذا لم يكن هذا الاسلوب كافيا لحث الطفل الموقع على التفاعل مع الاقران فقد تحتاج المعلمة الي استخاد التشكل  التعزيز التافضلي الذي يتشمن تجاهل السلوك غير الاجتماعي و تعزيز السلوك الاجتماعي ) و التلقين الجسمي و اللفظي و الايمائي ومثل هذه الاساليب تشمل تهيئة الفرص المناسبة للتفاعل الااجتماعي و اولا و من ثم توظيف مبادئ التعزيز الاجيابي بشكل فعال  تقديم التعزيز بعد حدوث السلوك مباشرة تنويع التعزيز استخدام جداول التعزيز بكشل مناسب الخ).
          و عندما يكون الهدف هو خفض معدلات حدوث السلوك الاجتماعي غير المناسب  عدم اتباع التعليمات , العدوان الجسمي , الانساحب الاجتماعي , ايذاء الذات الاثارة الذاتية ) فلا بد من استخدام اساليب اخرى و من اهم هذه الاساليب و اكثراها فاعلية ازالة المثيرات و الظروف البيئة التي تهيئ السلوك الاجتماعي المناسب لهم و تعزيزهم عند الامتثال للتعليمات و استخدام العقود السلوكية و المحول  التجاهل) و توظيف المثيرات التنفيرية عند الحاجة  التوبيغ اللفظي , الاقصار عن التعزيز الايجابي , التصحيح الزائد ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق